أمين إفيم قصة نجاح تركي مميزة ممزوجة بالإنسانية

أمين إفيم قصة نجاح تركي مميزة ممزوجة بالإنسانية ، تعتبر تركيا إحدى ايقونات النجاح المميزة بمنطقة الشرق الاوسط والتي تضم تجارب ناجحة ومميزة والتي تستحق أن تنقل الى العالم العربي، واحدة من تلك التجارب المميزة هي تجربة شركة “أمين أفيم EMINEVIM” ،

وبالبداية نتكلم عن السيد “أمين أوستن” رجل الأعمال التركي وصاحب شركة أمين إفيم والتي لديها الآن أكثر من 109 فرع في أنحاء الدولة التركية وتعمل في مجال العقارات في تركيا ومجال شراء السيارات في تركيا.

 

هذا ويذكر أن السيد أمين أوستن من مواليد عام 1951، من مدينة “بولو”، ليس بعيداً عن اسطنبول، وتشتهر مدينة بولو بسحرها وجمال طبيعتها الخلابة . هذا و يذكر أن السيد أمين أوستن إمام مسجد، إضافةً إلى أنه كان يعمل كميكانيكي في القرية، إذ استطاع أن يصنع سيارة بيده، و جدّه كذلك يعتبر من كبار العلماء في تركيا. وبتوجيه من والده، درس “أوستن” الهندسة الميكانيكية.

 

و بعد انتقال السيد أمين إلى إسطنبول باشر عمله كتاجر أراضي، فأصبح يشتري أراضي كبيرة ثم يقسّمها إلى أجزاء ويبيعها لأصدقائه ومعارفه. و نظراً إلى سوء الاقتصاد التركي في تلك الحقبة فقد كانت السيارات عزيزة ونادرة، إضافة إلى أعباء القروض البنكية والتي تصل فوائدها الربوية إلى نسبة 10% شهرياً، و من هنا استنبط “أوستن” فكرة إنشاء جمعية لشراء السيارات حتى يتجنب هذه الفوائد الربوية، فقد كان يجمع مثلا 20 رجلاً فيأخذ منهم المال، ثم يقوم بشراء سيارة لكل منها بشكل شهري على التوالي.. وهكذا.

 

وبعد نجاح هذه الفكرة ومرور السنوات ، أصبحت هناك الكثير من الشركات المنافسة مثل شركة فظول العريقة ، وشركات أخرى كذلك تصل إلى 300 شركة ، لكن ظلّت شركة أمين افيم هي الشركة الرائدة في هذا المجال.

 

وبسبب هذه الفكرة أصبح “أوستن” رجلاً غنياً، وكان دائماً يطوّر فكرته ويجددها، ثم دخل في سوق العقار وبدأ بشراء البيوت للناس، حيث وصل عدد البيوت التي اشتراها الناس عن طريق الجمعية إلى الآن تقريبا أربعين الف بيت، وذلك يعني أنه ساعد أربعون ألف عائلة فقيرة من أجل الحصول على شقق في تركيا، وأيضا عدد السيارات اكثر من خمسين الف سيارة، وهو رقم كبير جداً ، والآن خفّ الاقبال على شراء السيارات عن طريق جمعيته بسبب  تحسن الأمور الاقتصادية في تركيا ، ولكن يعمل بدرجة كبيرة في بيع وشراء الشقق في تركيا بالتقسيط للفقراء.

 

أمين أوستن


مع الفقير

يعتبر السيد “أمين أوستن” من كبار رجال الاعمال في تركيا وله تقريبا 70 -80 مكتباً أو مركزاً أو نقطة مبيعات، في كل أنحاء تركيا، وفي أرقى المناطق التركية، ولديه من العمال والموظفين ما بين 1200 – 1300 موظف، ودائما هم في دورات وتطوير مستمر.

 

ويركز السيد “أمين أوستن” دائما في عمله على الفقير، وكيف يمكن ان يبدع في حل مشكلته المادية، والفكرة الأساسية التي يحملها ويكررها دائماً، هي “يجب أن نكون مع الفقير والفقراء”، فالفقير الذي يريد أن يشتري بيتاً، يكون لديه خيار ان يأخذ تمويل من البنوك، وعندما يذهب الى البنك الإسلامي مثلا -إذا كان لا يريد الربا- سيجد الشروط صعبة، أما السيّد “أوستن” وباعتبار أنه ليس بنكا، ولا يدفع لهذا الفقير مالاً، فيكون الاتفاق سهلاً، والعمولة لا تتجاوز الـ 5% تأخذ لمرّة واحدة من المبلغ الكلي ، على عكس البنك الذي يأخذ 5% مثلا او أكثر ولكن في كل عام .

 

وبعد ذلك يكتب معه عقد البيع وبصورة رسمية كاملة، فيشتري له بيتاً عن طريق الكاتب العدل “النوتر”، ويكون شراء البيوت في شركته عن طريق القرعة، وتجري القرعة في صالة كبيرة وبحضور جميع المستفيدين، ثم بعد ذلك يشتري لهؤلاء الناس بيوتهم التي يختارونها هم، فهو لا يختار لهم البيوت، فعمله فقط تكوين المجموعات، وعنده مجموعات كثيرة جداً جداً.

 

ويسمّي البعض السيّد “أمين أوستن”، “أبو الفقراء”، لأن الفقير الذي لا يستطيع أن يشتري بيتاً حتى من البنك الإسلامي الذي عادة ما يعطي نسبا عالية للفائدة لأجل التمويل العقاري ، يذهب إليه ويستطيع أن يشتري  له بيتاً، عن طريق جمعيته ” أمين إفيم ” .

 

وبالطبع  فالصورة ليست كلها وردية، فهنا توجد مشكلة صغيرة، وهي أن الفقير يجب أن ينتظر قرعته، وفي حال دخل 100 مشترك معه مثلاً، ربما يكون اسمه الأول أو العاشر أو العشرين، أو الخمسين أو حتى المائة.

 

ولمحاولة حل هذا الأمر يقوم الأستاذ أمين أوستن بالمساهمة أيضا بطريقته الخاصة ، فيقول للمتقدّم إلى قرعة شراء المنازل، إذا لم تخرج قرعتك خلال نصف المدة المقدرة، فأنا سأعطيك ثمن البيت من عندي وأنت تكمل باقي الاقساط ، يعني أنت أعطيني الى النصف مثلاً، وبعد النصف أنا أعطيك ، فبدلا من الانتظار إلى نهاية الفترة يكون المشترك قد تحصل على بيته في نصف المدة، فالمستفيد يساعد الصندوق إلى النصف، لأن الصندوق فارغ، والشركة ستساعدك .وبهذا تتحقق المصلحة المشتركة بين السيد أمين أوستن وبين الفقير الذي يبحث عن شراء العقار في تركيا .

 

ومن الجدير بالذكر أن البنوك عادة ما تكون متشددة مع عملائها الذين يتخلفون عن سداد الأقساط الواجبة عليهم في مواعيدها المطلوبة ، ولكن يختلف الأمر كثيرًا في جمعيات الأستاذ ” أمين اوستن” ، فيأتي الرجل ويولي اهتماما شديدا بكل شخص تخلف عن السداد على حده ، ويستفسر عن أسباب تأخره في الدفع؟، فإذا أخبره الفقير بعدم قدرته على السداد هذا الشهر أو في عدة أشهر ، يمهله الوقت اللازم والكافي ليستطيع السداد في فترات لاحقة .

وكذلك فإن السيد أمين أوستن يحب المساعدة كثيراً، فقد افتتح ضمن شركته جمعية خيرية لمساعدة الاخوة السوريين الذين لجئوا إلى تركيا بعد الثورة السورية ، وكذلك عنده مجموعة طلاب يحفظون القرآن ويرعاهم .

 

جدير بالذكر أن السيد “أوستن” هو أحد تلاميذ “الأستاذ نجم الدين أربكان”، ولديه علاقات مميزة مع حزب “العدالة والتنمية”، وحريصا على ان يستثمر رجال الاعمال العرب في تركيا ، ودائما ما يكرر “نحن إخوة، ويجب علينا أن نساعد الفقراء ، وأيضا يجب علينا مساعدة رجال الأعمال العرب، فندلّهم كيف يعملون هنا في تركيا أو نساعدهم ونقول لهم كيف يربحون سواء تشاركنا معهم أو لم نتشارك ، وقد انتقل إلى رحمة الله رجل الأعمال التركي عبد الرحمن امين أوستن في آواخر عام 2019 ، وكان صاحب التجربة الفريدة ” أمين إفيم “فهو من أوائل من أوجد فكرة التمويل للسكن والسيارات لطبقة ذوي الدخل المحدود من دون فوائد ربوية ..

اشترك في النقاش

Compare listings

قارن